قصص قصيرة جدا كتبها لمجلة الإمارات الثقافية العدد 21 المبدع محمد محقق بعنوان:
القبعة والكاتب
******
إحساس
رأى القبعة شكلاً جميلاً على جماجمهم،
تيقن أن خيوطها مزيج من الأحاسيس والأفكار،
كي يستمر حلمه الأزلي مع الكتابة،
اشترى واحدة وحرك رأسه في كل اتجاه...
***
حسرة
لم يستسغ الكاتب ما تعرض له في ورشة الكتابة،
وظل يبحث عن وسيلة تنقده من شراسة الحاضرين،
وبعد سلسلة من المضايقات التي تعرض لها،
أدرك أن السبب عدم توفره على قبعة الأدباء..
****
تقليد
رأى قبعاتهم لا تفارق رؤوسهم الكبيرة،
فاشترى واحدة إسوة بهم،
شرع في كتابة القصص،
انتبه على صوت السارد
القبعة لا تصنع كاتباً...
***
تفوق
تساءل وهو يصافح بائع القبعات،
كم تساوي قبعة الروائي والقاص والشاعر؟
قرر أن يشتري القبعات الثلاث دفعة واحدة،
من حينها صار لاعباً باللغة والأفكار والشطرنج...
****
بوح
حين كان يتفرس في وجوه المعجبين بكتاباته،
تحدث لهم عن سر قبعته السحرية،
وحتى لا يتحول الحوار إلى جدال لا ينتهي،
قبل قبعته أمام قرائه بعشق،
مقراً أنها مصدر إبداعاته...
****
ظلال
لأنه مسكون بهواجس الأجناس الأدبية،
اشترى قبعة ليبدأ رحلة الكتابة،
وعندما كان يتحول إلى قاص يختصر زمن الإبداع،
كان يدرك في نفسه أنه سجين قبعته..
*****
اغتراف
جلس خلف مكتبه متأملاً
وقبعة غارقة في حمى رأسه
يستمد منها أفكاره الدافئة
ثم يشرع في تدوين قصة
من قلب المأساة...
***
سكينة
نظر إلى الحاضرين في إمعان
ثم أخفى رأسه تحت قبعته المستوردة،
فأحس بالدفء ينعش ذاكرته،
وبهدوء شديد استرجع صوته الهادئ
من زحام الوجوه..
****
حماس
حين عاد ليلاً كان متعباً، احتضن قبعته الصغيرة
ثم شرع في الكتابة...
*****
سلاح
اتجه إلى مكتبه وحيداً، يحمل حبره الذي لا يفارقه
مثقلاً بحروف نازفة
وحدها القبعة تنفض عنها الغبار..