|
*صلاةٌ في محراب الثلج*
![]() *صلاةٌ في محراب الثلج*
حدثيني عن الشتاء قليلا
وعن الثلج كيف كان جميلا
حين أمسكتِهِ بكفيكِ حتى
ذاب يرجو البقاء معْك طويلا
كيف كالطفل كان يرشف خدَّيْ
كِ شقيّا يعاود التقبيلا
حدثيني عن النوافذ لمّا
غزل الثلجُ فوقها إكليلا
وعن الليل كيف أَبْيضَ أمسى
وعن الصبح كيف جاء خجولا
وعن الشمس كيف منك توارتْ
حين أسرجتِ وجهَك القنديلا
عن وِشاحٍ طرّزتِهِ بحريرٍ
عانق الجيدَ منك يرجو مقيلا
وقصيدٍ طرزتُه لك حرفا
تلوَ حرفٍ رتّلتُه ترتيلا
وعيونٍ كم كبّلتني بلحظٍ
خلّفتني مجندلا وقتيلا
قاب قوسين: حاجبٍ وحجابٍ
ترسل الشوق للقلوب رسولا
شَعرُك ال كان يستفزُّ حروفي
حين ألقاكِ بُكرةً وأصيلا
أخبريني، هل ما يزال عنيدا
أسودَ اللون فاحما وجفولا
أم غزاه المشيبُ بعد فراقي
أَشعلَ الدهرُ مفرِقيه فتيلا
حدثيني فإنّ مثلك يدري
أنّ لي في الوداد باعا طويلا
فرّقتنا من الزمان صروفٌ
أورثتنا، مدامعاً وعويلا
قذفتنا: كلٌّ مضى في سبيلٍ
بعد أن كنتِ أنتِ أنتِ السبيلا
غير أني ما زلتُ رهن اشتياقٍ
لزمانٍ بالوصل بات بخيلا
جفّ عودي، والعمرُ بَعدُ طريٌّ
طال ليلي، وحقّ أن يستطيلا
حدثيني عن الديار فإنّي
منذ أزمعتُ غربةً ورحيلا
كابدتْهُ مما اعتراه قروحٌ
لازمت ذلك الفتى الضلّيلا
أنا ذاك الفتى الذي كان صبّاً
مُستهاما في شوقه، معلولا
كلما هزّه الحنينُ تراهُ
أيقظ الشِّعر، وامتطى التأويلا
كم جميلٌ لو كان ثَمَّ لقاءٌ
آفةُ العيشِ أن يكون عليلا
حسن جلنبو
أبوظبي 19 / 02/ 2021
![]() تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |