|
انتصروا على الخوف..غتزي الذيبة
![]() انتصروا على الخوف
كنت سأنشر قصيدة حب هنا، و20 اغنية يائسة، لكنني توقفت عن ذلك، فثمة زرقة ما تزال تشع في السماء، وثمة من يحلم بلقاء حبيبته في اليوم التالي، وثمة طفلة تنتظر والدها ليجلب لها ما أوصته به أمس، من حلوى وألعاب، وثمة مراهق، يتلصص على علبة سجائر والده ليستل سيجارة منها، ويجرب التدخين أول مرة، وثمة زهرة في القوار، زهرة تكبر وتكبر، لتفلح رائحتها العطرة قلب امراة قال لها زوجها قبل إن يذهب الى العمل: بحبك، وثمة أم، تبتسم لابنها الذي يجلس خلف كتابه، منتظرا لحظة حصوله على شهادته، ليحضر لها هديتها المنتظرة من ربع قرن. وثمة أب، يمسح عرق جبينه وهو يلقي بجسده المنهك على المقعد، ينتظر ابتسامة اولاده له. وثمة اخت، تقف خلف زجاج النافذة، تترقب شقيقها الذي وعدها بجولة في وسط المدينة برفقته، وثمة أنتم، نحن، كلنا جميعا، بحاجة الى أن نقبض معا على ذواتنا كي لا تهرب الى الخراب.
أيها البشر، انتبهوا إلى تفاصيلكم الجميلة، أولا، حولوا العالم إلى حديقة، صونوا ارواحكم من الغباء والجهل والضغينة، انتظموا في صفوف المحبة، لا تتركوا قلوبكم مشحونة بتلك الطاقة المريعة على الحقد، اصمتوا قليلا قبل ان تصرخوا في وجه الأشجار، نظفوا أجسادكم من الزوان، لا تتسمروا في مغادرة الأمل، استلوا ارواحكم كسنابل القمح ووزعوا نضارتها على الشوارع، تفقدوا خزانات الفرح والجمال والسعادة، لا تنتظروا من يوزع عليكم البهجة، تقدموا ولو خطوة في الطريق الى الهواء، اجعلوه نظيفا، حركوا أجسادكم المتبلدة في مساحات الفراغ الشاسعة، دربوها على احتمال ثقلكم، لتعبروا الحياة خفافا الى الحياة.
ليس أمامكم اليوم سوى ان تقاوموا جهلكم بالأمل.
ليس خلفكم اليوم، سوى ان تبذروا النبل والصداقة والمحبة واللطف فوق رؤوس بعضكم.
ليس لكم أحد على هذا الكوكب، سوى أنتم.
لا تتشبثوا بهذيان الذوات المشروخة، فتصطادكم العكورة.
اقفزوا عن الأخطاء قليلا، جربوا، لتروا كيف يمكنكم أن تصبحوا بشرا.
لكي تنتصروا على الخوف.. لا بد أن تقفوا في وجه الظلمة التي زرعتها قرون العُته في صدوركم.
غ.ذ تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |