حنين وسبع أخريات
بقلم محمد علي فالح الصمادي
بقلم
حنين وسبع أخريات
بقلم عبد الرحمن مصطفى القضاة
ليتني لم أتجرع كأسا أخرى من بوح الألم لكنني أدمنتُ تلك الكأس التي لم يعد غيرُها شافيا منها . لأفهم - على مذهبي - بذا قول أبي نواس :"وداوني بالتي كانت هي الداء" ، ها أنت تداوينا بدائنا ذاتِه يا أبا عبادة ، بمزيد من مقطوعات البوح الأزلي التي لا تُعزف إلا على وترَي الذكرى والأمل وما بينهما من واقعٍ شجي .
"هل تعلمتَ من صديقك كيف تتكئ على جراح الآخرين لتعيش سعادة الفرح " آه ... كم وكم نُضحي يا صديقي من أجل أصدقائنا ونضحي من أجل سعادتهم طوعا وطوعا ، لكنهم يسقطون سقوطا مدويا إذا ما أرادوا السعادة والرفاه واتخذوا وفاءنا ومعاناتنا وسيلة لذلك غير آبهين ؛ فهناك فلسفة عميقة يجب أن ندركها لنميز بين ما ينبغي أن نطلبه ، وما ينبغي أن يطلبنا .
كثيرا ما تأسرنا بعباراتك كما التي مضت ، فنعايش الخيبة تلو الأخرى حتى ما عدنا نعلم عددها تماما كمن لا يعلم أيام شباط ، إذ لا نزال نُعلقُ عليها آمالنا تماما كاليوم الثلاثين الذي يسقطه شباطُ مرة واحدة فقط كلَّ عام ، ليظلّ الأمل معقودا على لحظات لن تـأتي أبدا.
لقد جرَّحت مُجرَّحا يا أبا عبادة، لم أدرِ إن اغتسلتْ أمّتُكَ هذه من ألمها وحزنها هل ستغسلنا معها أم ستغتسل منّا؟! وربك يا أبا عبادة إنِّي لأعرف الجواب. ولكنني لا أستطيع التباهي بمجد لم أحرزه بقوة مني ولا حول؛ فالأمة لن تغتسل من جلدها يا صديقي .
وتجرؤ بعد أن تجيب " هل لديك أمراض أُخر ؟ نعم ، وكيف أكون سليما في عالم العيش فيه مرض ." ورغم أن العيش مرض تأبى أن تنسحب وها أنت لا تزال تسكب الشهدَ على المُرَّار،
وفي الليل تبشّرنا بالنهار .... وتأبى أن تُلقي قلمَك وأن تستسلم لمرض العيش ، إنها عادات السنديان يا أبا عبادة ، وليس السنديان عنك ببعيد.
الشاعر عبد الرحمن مصطفى القضاة
...