|
"الغلط مردود"
د.سلطان الخضور
كان والدي رحمه الله يتعامل بالتجارة، وحتى لا أكون مدعياً أقول: كان أبي تاجراً بسيطاً، يبيع ويشتري، وما كان يلفت نظري حين كنت أرافقه، تلك العبارة التي كان يرددها في نهاية كل عملية بيع أو شراء "الغلط مردود".
هذه العبارة كانت بمثابة اتفاق شفوي بينه وبين الطرف الآخر مفاده أنه لدى كل من الطرفين الحق لمراجعة الحساب مرة أخرى والدفع من أحد الطرفين للآخر لتعديل الحساب إذا ثبت فعلاً أن خطأً ما قد وقع.
نعم، الغلط مردود، هذه عبارة جميلة يجب أن نسحبها على كل التعاملات والمعاملات بين الناس في حياتنا اليومية، ولا تبقى مقتصرة على التعاملات المالية، حتى التعاملات المعنوية يجب أن يكون الغلط فيها مردوداً، فنحن بشر وكلنا خطّاؤون و"الإعتراف بالذنب فضيلة".
أكتب وأراجع وأنشر، وبعد النشر أجدني قد أخطأت، فأحياناً لا أجد داع لجملة أجد أنها ثقيلة في مكانها تثقل المعنى، وأحيانا أجد مفردة لا تتسق مع السياق، وأحياناً أجد خطأً إملائياً أو نحوياً أو ما له علاقة بعلامات الترقيم، فأعض على أصابعي ندماً حين لا مجال للتصحيح.
قالت العرب" ما خاب من استشار وقال الإنجليز
"Two heads better than "one.فالتفكير بالشئ ذاته من شخصين مختلفين كل منهما له طريقته واهتماماته أفضل من التفكير من قبل شخص واحد.
كل سلوك وكل تعامل وكل حساب يحتاج إلى مراجعة والأفضل المراجعة من شخص آخر "والغلط مردود".
سلطان الخضور
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||