|
مقطع من رواية أكتبها
........
كنت عند كل عودة أرتمي وسط المدينة وقبل أن أجوب شوارعها وأتأمل دكاكينها ومحلاتها أقصد مشربة ''عم محمد'' فيطل بوجهه البشوش وبخفة يعد القهوة المعصورة الممزوجة بالحليب ويقدمها لي وهو يمطرني ترحيبا وأسئلة
_ أهلا أهلا . نورت .شنيا أحوالك ؟شنيا الأخبار ؟
_ لاباس يعيشك يا ''عم محمد ''
وبتلقائيته الحميمة كان يشبع فضولي بحكاياه الطريفة وتفاصيل الوقائع وأخبار المدينة المطلع على كل خفاياها وثناياها
يروي لي دون حرج تفاصيل الوقائع وماعاناه المسؤولون والأثرياء من الأصهار وشرورهم ...
ومع مرور الأعوام وإن اختلفت الأحداث والشخصيات فلم تتغير روعة وظرافة حديثه وحكاياته
لن أنسى ذات عودة لما رفع حاجبيه وأشار بعينيه قبالته قائلا
_انظري. حتى هنا ثاروا نهبوا وحرقوا ...آما حرقوا كان ''كارفور'' وما حرقوش غيرها
أطلقت ضحكة فغرق في نوبة ضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا .
حقا لقد كان النهب والحرق بردا وسلاماعلى قلوب أصحاب الحوانيت الصفيرة والأكشاك. التي تبيع بعض المأكولات المعلبة المعروضة على جانب الرصيف لقد شفى غليلهم .
صمت هنيهة ثم عاد للضحك وهو يخبرني عن جاري المسؤول المترأس
_هذاك كلا طريحة من النساء بالشلايك والكفوف في البيسين وغرقوه شعره لمات
...
وكنت أستمع إليه وأترشف القهوة التي كانت بنكهة أجواء المدينة
طعم افتقدته ذات وجع لما رجعت وهرعت نحو المشربة ..وقفت لحظات ولم أره دنوت من الواجهة وألقيت بصري ..فظهر رأس شعره كمسلات القنفد ...لم أصدق ما رأيت إنه رجل في الثلاثين من عمره تقريبا يرمقني بنظرات بلهاء ويسألني
_آش تشرب ؟
لم أرد واستدرت فوقع بصري على بنت صغيرة تتشبث بثياب أمها وترفع يدها نحو كوب عصير على حافة الواجهة ,وضعت أمها قهوتها وناولتها كوب العصير وخاطبتني بعد تحية وأنا في دهشة صادمة
_شادة صحيح في العصير وكان مانشريلهاش السوق ما نطبوش
_وينو عم محمد ؟ شكون هذا ؟
_عم محمد !! وين كنت أنت !!!عم محمد مات وهذا ولدو
ألقت بي كلماتها في غربة انقطع فيها التواصل وانعدمت منها الأخبار |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||