|
اصطفاف انتخابي في الانتخابات الديمقراطيّة, من الطبيعي أن يتوزع الناخبون على عدد المرشحين, ولا بد ان يأخذ كل مرشح نصيبه من أصوات الناخبين وبنسب مختلفة حتى لو لم يحصل أحدهم إلا على صوته, ولا يمكن لجميع الناخبين أن يتفقوا على مرشح واحد, حتى لو يكن إلا ذاك المرشح ستجد من يختلف معه ويمتنع عن إعطائه صوته, فهذه لعبة الدّيمقراطيّة. لكن المهم أن ينصاع الجميع لإرادة أغلبيّة الناخبين, وأن يحترموا إرادتهم وأن يزيلوا ما في قلوبهم من بغضاء على الطرف الآخر, لأن التعامل بحساسيّة وعدم الرّضا, والتمترس في الخندق المقابل, والبحث عن الهنّات سيتعب الطرفين الفائز والخاسر, والأفضل للطّرف الخاسر أن يبدأ بإعداد العدّة للدّورة القادمة بروح الفريق بعيدًا عن محاولات النيل من الطرف الآخر. لكن الأهم أن يقف الطّرف الناجح على مسافة واحدة من الجميع, دون اعتبار لمن وقف معه أو وقف في الصّف المقابل, وعليه واجب استخدام نفس المعيار وتطبيقه على الجميع, لأن استخدام المعايير المزدوجة سيزيد الفجوة بين الطرفين أو بين الأطراف, وسيجعل المهام أصعب في الدورة القادمة. لعبة الدّيمقراطيّة قد تحمل شيئًا من الظلم, لأن من التجمعات البشريّة من يغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة, ومنهم من ينتخب على أساس قربى النسب, بعيدًا عن البرامج التي يطرحها هذا الطرف أو ذاك حتى لو تعارضت مع قناعاته الفكريّة أو السّياسيّة, ولأن صوتًا واحدًا أو بضع أصوات قد يرجح أو ترجح كفة ما على حساب الكفّة الأخرى, لكنّها لعبة اتفق عليها العالم لفض النزاعات على السّلطة, وباتت اتفاقًا غير مكتوب بين الأمم, ومن يقبل التعامل بمبادئها, عليه الانصياع لنتائجها. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||