|
كم من فاقدٍ وجدا..
( لقاء الحياة على شاطئ الدوحة بين ياسر الفلسطيني وسمية الجزائرية)
---
قــــابلتها اليوم...ها مدت إليّ يدا...كان السلام على الثغرين رجعَ صدى
/
كـــــــانت تشدّ عـلى كفّي تصافحني...وتمسح الحزن عن قلب ذوى كمدا
/
تشـــــــدّ...تضحـك، ها قد حان موعدنا....وجئتُ أركض في دنياكَ متقدا
/
فاقبض على الكــفّ صبّا عاشقا ولِها...واقرأ "أعوذ" فكوني فائض حسدا
/
وكنت أرجــــــــو لقــاء عاصفا وأنا....أسعى إليك، وها قد جئت محتشدا
/
حشدت عمــــــــري وأطيابي وأبخرتي....وكحل عيني، وقلبا مانحا مددا
/
فضم خصـــري وأسند للـــذراع دمي.....كما رأيتك في الأحلام مستندا
/
هذا هو الجيد، فاعصف كيفما اتقدت....نيران حبك، وارفق بالذي ارتعدا
/
ظـلـلتُ أحـــــــلـم باللــقيـا وهـــــا أنذا....أتيتُ في العلم تفسيرا لما وردا
/
وكنتَ تهــــــذي بأن الشعر يجمعنا.....والان ضـــمّ إليّ الروح والجسدا
/
كـمـــــــــا عـــرفتـكَ مجنونا تجنني....وتسلب العقــــل لم تترك به رشدا
/
وتصهر الـقــــلب في أضلاعه، فلكم....برّحتَ بالقلب عشقا لاهبا صُعُدا
/
رغـــم المســـافات لم تفترْ عواطفنا...بل كنتَ روحي على قرب ومبتِعدا
/
وكنـتُ في الشعر، أدري، كلّ قافيةٍ..وكنتَ في القلب نبضا جارفا وهدى
/
مـــــــن تلمسانَ، أجل قد جئت عاشقة....وسوف تنفث من يحسدننا عُقَدا
/
فـــلا أبــــــــــالي، بما قد كدن أو نطقت=به الشفاه كما قد قلت لي: زبدا
/
مـــــــــن تلمسانَ أجل والحبّ مشتعل....أشعل يديّ بقدس الحبّ مبتردا
/
فـــي الدوحة الان، في الكورنيش يملؤنا....هذا الغرام الذي قد شدنا أبدا
/
مـــــــلأت روحي بهـــا، والبحر يأخذنا...طفلين للقدس، أو قلبين للشهدا
/
ضممتُ فيها بـــــــلادَ العربِ واحدةً....لا حدّ يفصلُ بين النيل أو بردى
/
قـــالت عشقتك يا بن القدس طائعة...فاخترتُ شوقي لها في غربتي سندا
/
وقلـــــــــــــــــت مفتخرا من تلمسان دمي...ففاح منها عبير مورق وندى
/
مـــــــــــــن الجزائر، تدري أي فاتنة...عشقتُ؟ أيّ جمال الماجداتِ بدا؟
/
أنصتُّ للسحـــــــــــر إذ راحتْ تلّوعني...وتملأ القلب حبّا عاصفا وغدا
/
قـــــــــد وشوشتني بما طار الفؤاد به....وقلت روحي لما قد عطرته فدا
/
نظــرتُ فــي الكحل...كم ليلٍ تخبئه...من يوم قلتُ لها قد صرتِ لي بلدا
/
نظرتُ فـــــــــــي لمعة العينين منبهرا...وفورة الجِيدِ تغري بالذي سهَدا
ذبنا عـــــلــى الشــــــــــطّ آياتٍ يرتلها....موجٌ خفيفٌ وعطر للوفا سجدا
/
عـــــــانقتها فاستحـــال الكــــــون أغنية...وردد البحر: كم من فاقد وجدا
/
وعدتُ أُخرى، وفي قلبي فراتُ رضاً...هي الجزائر تحيي القلب والجسدا
/
وودّعـتـنـي بـكـفـيهـــــا مـــلَــــوَّحةً...ميعـــــادنا القدس، أكرم بالذي وعدا
/
وانســـــــــاب في البحر دمعٌ لاهبٌ وغد....يعود موجا لذيذَ الشوقِ متقدا
---
يوسف أحمد أبو ريدة
![]() ١١
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |