|
《القَصيدةُ البتْراءُ 》
يا لَعُقْمٍ في يَراعِي
لمْ يعُدْ يَقْدرُ أنْ يُنْجِبَ نَصَّهْ
يَحمِلُ الإلْهامَ أيّامًا و أعوامًا
يُغذّيهِ وُلُوعًا و دُمُوعًا
يُوقِدُ النّبْض شُمُوعًا
كَيْ يَصُوغَ الكَوْنَ بالأشْعارِ قِصّةْ
ثُمّ لا يلْقَى إذَا رامَ القوافي
غيْرَ أوْهامٍ و غُصَّةْ
يالَثُقْبٍ في سَفيني و شِراعِي
يا لَوهْنٍ و خَواءٍ في ذِراعي
كانَ يوْما
يَمْخُرُ البحرَ عُبَابا
يَتَحدّاهُ ضَبابًا و سَرابَا
ثم يُرمَى فوْقَ شطِّ العجْزِ
صيّادًا أضاعَ البحرُ شِصَّهْ
أو كبحّارٍ يَسِفُّ الرّمْلَ أعوامًا
لِيَلْقَى خاتَمًا قدْ فَصَدَ القُرصَانُ فَصَّهْ
يا لَذُلٍّ و امْتهانٍ
حينَما يَعشقُ مَنْ قدْ سَلبُوهُ الكِلْمةَ الغرّاءَ
لِصَّهْ
يا لَجمْرٍ و احتقانٍ
حينما الخيَّاطُ في لحظةِ عُقْمٍ
باعَ في سُوق كَسادٍ
بكْرةَ الخيْطِ و ألْقَى
في يَدِ الغُولِ مِقَصَّهْ
حينما البنّاءُ في لحظةِ يأْسٍ
هدَم البيتَ بفأس القهْرِ قسْرًا..
و إذا مارامَ ان یبْنِي بِشَطِّ الأمْنِ خُصَّهْ
جَرفَ المَوْجُ أمانِیهِ
وَ جِصَّهْ
یالَضَیْمٍ في بلادِي۔۔
یالَغَیْظ في فُٶادِي
و خَفافیشُ المجَاري
تَعتلِي النُّورَ مِنَصَّةْ
جَفّتْ الرِّیشةُ في دَنِّ مِدادِي
مُقْفِرٍ..خَاوٍ..كَأحلامِ سُهادِي
أیْن دمْعي و دَمِي
حتَّی یَخُطَّ الحُزْنُ نَصَّهْ ؟
هلْ تُرَی قدْ جَفَّ أیْضا
فوْق أسْمالِ وِسَادي
أمْ تُرَی الخُفَّاشُ مَصَّهْ؟
لم یَعُدْ في الأفْقِ یَهْفُو
غیْرُ قُرصانٍ و خُفّاشٍ و أوْهامٍ
و أشْلاءُ شٍراعٍ
و شَظایا منْ قوافٍ بائساتٍ
و یَراعٌ غاطسٌ في دمْعِ حِبْرٍ
و قراطِيسٌ كأوراقِ خَريفٍ
و انکسَاراتٌ و قصةْ
شِلْوُ قِصَّةْ
أنْجَبتْها رغْمَ عُقْمِ النّبْضِ أوْجَاعٌ
و غُصَّةْ
ذاکَ نَصّي
أبْتَرُ اللُّبِّ و مثْلُومُ الحَواشِي
صُورةٌ من ثَلْج نبْضِي و ارتعَاشِي
منْ شَظایا صَبْوتي ..مِن لهْبِ شوقِي و شُواظِي
وذُبُولِ الحُلْمِ في وَردِ حِیاضِي
یَا لَطلْقي یا لَأوْجاعِ مَخَاضِي؟
هَلْ هُوَ السُّقْمُ الّذي يُنْجِبُ نَصّهْ؟
أو هُو العُقْمُ الّذي حَانَ لهُ
أنْ تُنْجِبَ الأشْواقُ نَصَّهْ؟
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |