|
إني احترت يا أبتي
...
أشتاق رؤيتها بالعين يا أبتي...مرت شهور وما أبصرت سيدتي
،
وحدي وما ثمّ غير الدمع يصحبني...حتى الدموع غدت تنهلّ من لغتي
،
وليس في الأفق من حلم يلوح ولا...كف تخفف هول الحزن في رئتي
،
أنام فوق سكاكين الظروف دجى...كأنني حامل في الليل أمتعتي
،
أباعد الخطو في حلمي لأحفظنا...كأنما أتحاشى هول قنبلةِ
،
مرت شهور، وما قرّت أضالعنا...كأنما الحظّ منحاز إلى فئة
،
أعدّ أيام بعدٍ راح يذبحنا...وأوقف العدّ إن قاربت للمئة
،
فلست أقدر والساعات تصهرني...حتى إخال بأن العيّ في شفتي
،
قلنا: ونصبر، والأهوال تقذفنا...بين الخناجر والأنياب والعنَتِ
،
قالت: وقلبك يهواني ويخنقني...قلبي، فيسرع، لم يبطئ ولم يفِتِ
،
أقول: قلبي الذي قد فزّ مصطرخا...مذ قلتِ "أهواكَ" لم يصبأ ولم يمتِ
،
على وفائك يحيا، صابرا جلِدا...لولا وفاؤك طول الليل لم يبِتِ
،
قالت: وبُعدك هدّ الحيل، أسلمني...إلى الجنون، كأن الجن من صلتي
،
أعيش مثلك نصف اليوم منتظرا...ونصفه أحسب الساعات كالسّنةِ
،
وأنت؟ في حمأة الأشواق منصهر...تضيق روحي التي تدرين عن سعةِ
،
كأنما النوم ينسى مقلتي أبدا ...حتى لَيحرمني في اليومِ من سِنةِ
،
لله يا صعقة العشاق في جبل...أفر من جهة عطشى إلى جهةِ
،
فلا أعود سوى بالحزن، ويح دمي...أكاد تخذلني في شدتي سمتي
،
قد كنت للصبر دون الناس محتملا...وها وهى القلب في صدري وأوردتي
،
أُعدّ كل صباح قاربي بيدي...فتسحق الريح دون الناس أشرعتي
،
فما أقول وها قد ذبت منتظرا؟ وما سأفعل؟ إني احترتُ يا أبتي
...
يوسف أحمد أبو ريدة
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |